التجميل

الخميس، 3 نوفمبر 2011

اليوم 282

أجمل مافي مثل هذه الإجازة فرحة اجتماعنا بابنتي التي وصلت منذ قليل من الشارقة ، فلحظات لم الشمل من أجمل لحظات الحياة . ومع أن الحياة مليئة بالمشاكل والمصاعب والعثرات ، إلا أنها أيضا تحلو بمثل هذه اللحظات الجميلة . أحد الأمور التي أحاول غرسها في أذهان أبنائي هي محاولة رؤية الجانب الإيجابي في كل شيء ، فكل شيء في الحياة يحمل جوانب إيجابية وسلبية ، ورؤية الجوانب الإيجابية تحمل على التفاؤل ، كما أن رؤية الجوانب السلبية يجب أن تكون قائمة بهدف الوعي بها ومحاولة البحث عن حلول ومعالجات لها . ابنتي عاشت اليوم إحدى تلك التجارب البسيطة في الحياة التي يمكن أن ينظر لها المرء بمنظارين مختلفين . قالت لي أنها شعرت اليوم بأن حظها كان عاثرا ، فهي ذهبت في دبي لإصدار تصريح إقامة يخولها الحصول على رخصة القيادة ، وبعد أن ذهبت لإدارة الجوازات وحصلت على الوثائق المطلوبة ذهبت لإدارة الهوية وحصلت على رقم في طابور الانتظار . وبعد انتظار دام أكثر من الساعة ونصف الساعة جاء دورها في الخدمة فطلبت منها الموظفة رسوم إصدار الهوية ففتحت محفظتها لتفاجأ بأنها لا تملك المال الكافي . نزلت إلى مكتب الاستقبال وسألت عن وجود جهاز صراف آلي في موقع قريب فأفادتها الموظفة بأن المبنى بعيد عن المدينة ولا يوجد جهاز قريب منه ، ولكنها عرضت أن تقرضها المبلغ المطلوب حتى لا تفقد دورها فقبلت شاكرة . بعد أن حصلت على الهوية أوقفت سيارة أجرة وطلبت منه إيصالها إلى جهاز صراف آلي قريب لإحضار المبلغ المطلوب فعرض عليها سائق الإجرة بدوره إقراضها المبلغ لتدفعه إلى الموظفة ثم يستعيده بعد أن يوصلها إلى حيث تريد . بعد أن حلت هذه المشكلة قام بإيصالها إلى إدارة المرور لتجد أن ساعات الدوام قد انتهت فشعرت بالإحباط من عدم حصولها على الرخصة ، ورأت بذلك أنها من ذوات الحظ العاثر . قلت لها أن حظها كان يمكن أن يكون أسوأ من ذلك ، وأن الله قيض لها كل أولئك الناس الطيبين ليتبرعو بحل مشاكلها حتى حصلت على الهوية ، ولم يتبق سوى الحصول على الرخصة التي يمكن أن يتم في وقت لاحق . هذا الموقف يمثل نموذجا بسيطا من نماذج الحياة التي يمكن أن يراها المرء بمنظارين مختلفين ، وابنتي رأته سلبيا بينما هو في الحقيقة يحمل الكثير من النواحي الإيجابية . الحياة أقصر من أن نضيعها في الإحباط والغضب ، ولو وعى الناس هذه الحقيقة لعاشو حياة أفضل وأكثر بهجة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق