التجميل

السبت، 5 نوفمبر 2011

اليوم 284

مشهد الحجاج في صعيد عرفة يبهج القلب ، ولكنه اليوم فطر قلبي إذ رجوت أن أكون بين تلك الجموع ، ولكن الله لم يكتبها لي هذه السنة بعد أن تعسرت أمامي سبل ترتيبات حملات الحج وأسعارها المتصاعدة . كل ما أرجوه أن يمد الله في عمري لألحق حج العام القابل ، عاقدا العزم على أن أبدأ جهود الترتيبات في وقت مبكر . المهم أنني نجحت اليوم في الحصول على موعد من أحد الجزارين ليقوم بمهمة ذبح الأضحية في المنزل ، وهو ما كان أكثر صعوبة من الحصول على موعد مع طبيب في مستشفى الملك فيصل التخصصي . أبنائي فرحو بالضيف الذي استوطن حديقة المنزل اليوم ، خاصة ابنتي ذات الأربع سنوات التي قضت معظم يومها تلاعبه دون خوف . المدرسة التي تذهب إليها ابنتي هذه هي مدرسة أجنبية اخترتها لأنها تقع بجوار منزلي . ما لاحظته أن هذه المدرسة الأجنبية تعاطت مع مناسبة الحج بطريقة جميلة ، إذ أن ابنتي ظلت على مدى الأسبوع الماضي تردد التلبية والتكبير ، وتتفاعل مع مشاهد الحرم الشريف والكعبة المشرفة التي تراها على شاشة التلفاز ، إضافة إلى أنها أصبحت تردد بعضا من قصار سور القرآن الكريم . في المقابل ، لم أسمع من بقية أطفال الأسرة عن أية برامج تعليمية صاحبت هذه المناسبة العظيمة في كثير من المدارس الحكومية والخاصة التي يرتادونها ، وكل ما كانو يسعون إليه هو الخروج المبكر واستعجال الإجازة . هذا التناقض أزعجني كثيرا ، وأكد لي استمرار ذات النمط التلقيني المتخلف في مناهج التعليم في المدارس . وبذلك تصبح مثل هذه المدارس الأجنبية بديلا أفضل لأبنائنا ، خاصة وأنها لم تترفع أو تمتنع عن تعليم مباديء الدين وترسيخ المناسبات الدينية في أذهان الأطفال . رحلة زيارة مكة المكرمة أصبحت هاجسا لدى ابنتي الصغرى ، وهي تسألني كل يوم أو تسأل والدتها متى سنذهب إلى مكة لنرى بيت الله . هذا الأثر الجميل لمثل هذه البرامج التعليمية التي تتفاعل مع مثل هذه المناسبات الدينية يثلج الصدر ويبهج الخاطر . فهل ستقتنع وزارة التربية والتعليم يوما بأن التربية أهم من التعليم ، وأن التلقين لن يخرج إلا جيلا من الببغاوات الذين يصابون بالصدمة الكبرى عندما يضطرون أو تسنح لهم الفرصة لارتياد جامعات خارج المملكة ليعلمو حينها كم الفارق بين التعليم هنا وهناك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق