التجميل

الخميس، 10 نوفمبر 2011

اليوم 289

وصلت للتو إلى منزلي في الرياض عائدا وأبنائي من دوحة قطر . الخروج من قطر لم يكن بذات صعوبة الدخول إليها ، ولا أدري إن كان هذا الأمر مقصودا أم أنه جاء بمحض الصدفة ، مع أني أجزم أن التجهيزات التي رأيتها لا يمكن أن تجعل الدخول أمرا يسيرا في حالات الازدحام . بعد أن تجاوزنا المنفذ الحدودي القطري وصلنا إلى المنفذ السعودي الذي شهد بعض الازدحام . المشهد كان قاسيا في هذا الجانب من عدة نواح ، أولها تلك المنشآت المتهالكة التي عفا عليها الزمن وأصابتها التشققات والشروخ والتلف ، حتى أن كثيرا من مرافق المنفذ تشغل مبان متنقلة مؤقتة ، بما فيها مكاتب الشئون الصحية التي يفترض أنها تضم عيادات الفحص الطبي للقادمين لرحلات الحج والعمرة . وثانيها ذلك المشهد للنسوة المسافرات وهن يغادرن السيارات المصطفة في طابور الجوازات ليذهبن إلى مكتب في أحد تلك المباني المتنقلة لمطابقة الجوازات فيما سمته اللوحة المعلقة على المكتب عملية تطبيق النساء . هذا الإجراء يخص السيدات المنقبات اللائي لا يردن كشف وجوههن لموظفي الجوازات ، وهو ما يضطرهن للسير والمناورة بين السيارات في مشهد اعتبرته مهينا لهن . أنا لا أدري في الحقيقة لماذا يتم هذا الإجراء بهذه الطريقة ، ولماذا لا تخصص نوافذ مخصصة لخدمة السيدات في السيارات دون أن يحتجن إلى مغادرتها . في الجانب القطري رأيت فتيات في نوافذ الخدمة وهن يعملن بكل احترام لاستقبال المسافرين وإنهاء إجراءات سفرهم ، وهو ما كان يمكن تطبيقه في الجانب السعودي أيضا على الأقل لخدمة السيدات المسافرات . مع أني لا أرى غضاضة في كشف الوجه لغرض المطابقة من قبل الموظفين بشكل مباشر عوضا عن هذا الأسلوب العقيم ، وهو ما يتم في العادة في المطارات التي لا أذكر أني رأيت فيها مثل مكاتب التطبيق هذه . الجانب الأمني في مسألة التعاطي مع السيدات المنقبات كان دوما محل جدل ، وهو ذات الجدل الذي يمس مسألة إصدار بطاقات الهوية الوطنية للسيدات السعوديات ، وهو أيضا ما كان وسيلة لبعض الفئات الإرهابية للتخفي والتنقل دون رقيب أو حسيب . وإلى أن نتخلى عن هذه الحساسيات فإن علينا على الأقل أن نتعامل مع السيدات المنقبات بطريقة أكثر آدمية في مثل هذه المواقع وهذه الإجراءات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق