التجميل

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

اليوم 295

أنا اليوم في عمان عاصمة الأردن التي وصلت إليها مساء البارحة ، ويبدو أنني سأقع في حب هذه المدينة خاصة مع هذه الأجواء الماطرة التي وجدتها عليها . غرض الزيارة هذه المرة استكمال النقاش مع إحدى الشركات الهندسية الأردنية حول إمكانية التعاون في بعض الأعمال في سوق المملكة ، وهو بالطبع السوق الأكبر الذي ظل متماسكا في المنطقة بعد عوصاف الأزمات المالية العالمية . برنامج الزيارة تضمن أيضا زيارة نقابة المهندسين الأردنيين ، وهي بحق تعد مفخرة لنا نحن معشر المهندسين بما تمكنت من تحقيقه من منجزات على مستوى التنظيم والمأسسة وتنمية القطاع الهندسي وتطوير وخدمة المهندسين ، وهي تقف بلا شك وراء التميز الذي يطبع أداء المهندسين الأردنيين في كل مكان يعملون فيه . نقيب المهندسين لقيني بحفاوة وترحاب عبرا بصدق عن كرم هذا الشعب المضياف ، حتى أنه أصر أن أرفقه صباح الغد في زيارة لوزير الأشغال العامة الأردني . ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها وزيرا في مكتبه ، فأنا لا أذكر حتى الآن أنني زرت وزيرا في بلدي في مكتبه حتى في تلك الحالات التي كنت أحتاج فيها إلى أن أشتكي أو أتظلم لأحد منهم . أجمل ما لمسته في نقابة المهندسين الأردنيين هو انفتاحهم على نقل خلاصة خبراتهم وتجاربهم لبقية الدول العربية ، فهم وقعو مذكرات تفاهم للتعاون مع هيئات وجمعيات المهندسين في السعودية وعدد آخر من الدول العربية ، مع أننا في المملكة لم نلمس بعد أثر هذا التعاون ، ولم نر كثيرا من التطوير على عمل الهيئة في الاتجاه الذي سار فيه المعلم الأردني . النقيب سألني سؤالا مباشرا عما إن كنت أعتزم ترشيح نفسي في انتخابات مجلس إدارة هيئة المهندسين المقبلة ، وهو سؤال كان له علي وقع المفاجأة إذ أنني لم أول هذه الفكرة أي تفكير جدي بعد . المشكلة في حالة هيئة المهندسين في السعودية أنها أصبحت قبلة للهجوم والتشفي من كثير ممن ينتمون لهذا القطاع ، وصرت أرى كثيرا من تصيد الأخطاء والزلات بشكل يمثل أحد أسوأ أشكال ممارسة الديموقراطية . والأسوأ أن هذه الممارسة الديموقراطية في حالة هيئة المهندسين تمثل مقياسا لإمكانية نجاحها في بقية القطاعات ، وفشل هذه التجربة سيعطي الكثيرين العذر الكافي لتعطيل أية خطط أو توجهات للتوسع في مثل هذه الممارسة . على أية حال ، سيكون هذا الموضوع محل كثير من التفكير والمشاورات في الفترة القادمة ، خاصة وأن باب الترشيحات سيفتح في الأسبوع القادم .

هناك تعليق واحد:

  1. والله تجربة رائدة والتوثيق اليومى فى ظل تتابع الاحداث يجعل الانسان يرى امام عينة الكم الهائل من التحركات والانجازات اليومية والتى لو جلس وتخيلها ليقوم بادائها لاحبط قبل ان يبدأها كما ا انها تثقل الاسلوب الادبى لدى الشخص وتوثق المسميات سواء للاماكن والاشخاص التى ينساها الانسان بمرور الوقت وفقك الله على كل حال

    ردحذف