التجميل

الأحد، 27 نوفمبر 2011

اليوم 306

لجنة المكاتب الاستشارية في غرفة الرياض التي أنتمي إلى عضويتها تعاملت مع حالة من حالات الاختراق التي تمارسها الكيانات الأجنبية المرخصة من هيئة الاستثمار ، حيث قامت إحدى الشركات الأجنبية المرخصة في مجال مقاولات المشروعات الصناعية بتسويق خدماتها في مجال إعداد الدراسات دون أن تحصل على ترخيص لهذا الغرض . اللجنة انبرت للدفاع عن أصحاب القطاع في وجه هذه المنافسة غير النظامية ، وخاطبت الشركة بالاعتراض على هذه الممارسة . الشركة ردت بالاعتذار موضحة بأنها لا تقدم الدراسات للعملاء سوى في المشاريع التي تعمل عليها الشركة ضمن نطاق اختصاصها ، وهو ما رأت فيه اللجنة تأكيدا لاختراق الشركة لحدود اختصاصها المرخص لها بالعمل فيه ، فطلبت الاجتماع بأحد المسئولين في الشركة لمناقشة هذه المخالفة . واليوم انعقد اجتماع اللجنة وحضر ممثل الشركة للدفاع عن موقف شركته ، في حين تغيب عضو اللجنة الذي كان مسئولا عن هذا الملف ، فاقترحت أن يتم ترتيب اجتماع خاص خارج جدول اجتماعات اللجنة لمناقشة هذا الموضوع . اعتذرنا من الرجل الذي بادر بالمغادرة ، فطلبت منه تبادل بطاقات العمل مع الأعضاء الحاضرين ، فقام بتوزيع بطاقاته علينا . بعد أن غادر الرجل نظرت إلى البطاقة فسجلت عليها ملاحظة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تعبر عن كم الصفاقة والوقاحة والاستخفاف الذي تتعامل به الشركة مع اللجنة . فالبطاقة التي كانت تتضمن الخدمات التي تقدمها الشركة أشارت بالنص إلى نشاط الدراسات الاقتصادية ، وهو البند الذي قام ممثل الشركة بتغطيته بمادة مزيلة للحبر بشكل فاشل لم يفلح في إخفاء هذا البند . نبهت الحضور إلى هذه الملاحظة ، واعتبرنا جميعا أنها تمثل اعترافا من الشركة ومندوبها الهمام بطبيعة المخالفة ، وإلا لما تعمد إخفاءها عن أعين أعضاء اللجنة بهذا الشكل المبتذل . هذه الشركة وغيرها الكثير من الشركات الأجنبية التي وجدت طريقها إلى سوق العمل في المملكة بمساندة وحماية هيئة الاستثمار لا تتورع عن مثل هذه الممارسات ، ولا عن المنافسة غير الشريفة التي تسود سوق العمل . وكنت قد عشت حالة مماثلة من شركة مقاولات أجنبية أخرى قدمت عرضا لخدمات هندسية دون أن تحمل الترخيص الذي يخولها القيام بهذا العمل . وبين الدور المهيمن والمخل الذي تمارسه هيئة الاستثمار والنوم في العسل الذي نشهده من وزارة التجارة أصبح المجال مفتوحا لهذه الشركات الأجنبية لكي ترتع في سوقنا دون حسيب أو رقيب . كل ما أرجوه الآن أن تتمكن اللجنة فعلا من الوقوف بحزم في وجه هذه الشركة ، علها تجعل منها عبرة لغيرها من الشركات التي تملأ السوق وتقوم بهذه التجاوزات ، وعلها تنبه القيادة إلى هذا الخلل الذي تتحمل مسئوليته باقتدار هيئة الاستثمار ووزارة التجارة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق