التجميل

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

اليوم 288

عرضت قناة الجزيرة اليوم خبرا عن إطلاق لعبة من ألعاب الفيديو الإلكترونية اسمها المترجم بتصرف نداء الواجب ، وقالت في الخبر أن أكثر من تسعة عشر مليون شخص من أنحاء العالم باتو ليلتهم في انتظار إطلاق هذه اللعبة . كنت كثيرا ما أسمع ابني الأصغر يذكر اسم هذه اللعبة ، وكثيرا ما أثارت شغفه وأشغلته باللعب ساعات طوالا كان يتسمر فيه أمام الشاشة ، خاصة وأن هذه اللعبة تسمح بالاتصال بلاعبين آخرين على شبكة الانترنت ، فكان هو وأصدقاؤه يمارسونها بشكل جماعي . اليوم اكتشفت حقيقة هذه اللعبة في الخبر الذي أوردته قناة الجزيرة حماها الله ، فوجدت أنها لعبة حربية ترتكز على مهارات القتل والتدمير ، وتقدم المقاتل الأمريكي على أنه بطل مغوار ينتصر على كل الأعداء في معارك تدور رحاها في كل بقاع الأرض ، بما فيها الإمارات العربية المتحدة . بعد أن شاهدت هذا الخبر عزمت على أن أطرد هذه اللعبة من منزلي ، وأن ألزم ابنائي وأنصح كل من أعرفهم بمقاطعتها مقاطعة تامة . وفي الحقيقة أنا لا أعرف ما هو مصدر هذا الشغف بتجارب القتل والتدمير ، وما هي المتعة التي يجدها اللاعبون في مثل هذه اللعبة المقيتة . الغريب أن هذه اللعبة مصنفة عمريا بحد أدنى يبلغ الثمانية عشر عاما ، ومع ذلك فهي متداولة ومعروفة بشكل واسع بين الأطفال بمختلف أعمارهم . والسبب في ذلك أن المحلات التي تبيع ألعاب الفيديو لا تعترف بهذا التصنيف العمري ، وتتغاضى عن بيع هذه الألعاب للأطفال بغض النظر عن أعمارهم سعيا وراء الربح الرخيص . وزارة التجارة ومثلها وزارة الثقافة والإعلام غائبتان بالطبع عن هذا الواقع ، وما من رقابة تفرض على مثل هذه المخالفات التي تتم كل يوم وبشكل سافر . الضحية في النهاية هو النشأ الذي يتربى على العنف والقتل والتدمير ، علاوة على تلك المفاهيم السياسية الدنيئة التي تحملها مثل هذه الألعاب . حملات المقاطعة التي نسمع عنها بين الفينة والفينة لم تصل بعد إلى مثل هذه الألعاب ، والسبب أن لا أحد يقدر الخطر المحدق من ورائها ، في ظل غياب الرقابة الرسمية من الأجهزة الحكومية ، والرقابة العائلية داخب الأسر . ابني الذي حرمته من هذه اللعبة سيشعر أنه محروم من شيء مباح للجميع ، ولكنني أثق أنه سيشكرني في يوم من الأيام عندما يرى أثر هذه اللعبة على جيل بأكمله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق