التجميل

السبت، 26 نوفمبر 2011

اليوم 305

اليوم هو أول أيام العام الهجري الجديد ، وأرجو أن يكتب الله لنا جميعا فيه خيرا وفيرا على كل الأصعدة . ومنذ يوم أمس تلقيت عددا كبيرا من الرسائل الهاتفية التي كان معظمها يبث التهنئة بالعام الجديد ، بينما احتوى عدد قليل منها على مواقف سلبية من هذه المناسبة ، ناقلة فتاوى بعدم جواز تبادل التهنئة بالعام الجديد كونه لا يمثل عيدا دينيا كما هو الحال في عيدي الفطر والأضحى المباركين . أتعجب كثيرا من مثل هذه المواقف التي تقف في طريق أي شعور بالفرح وأية رغبة بالتواصل مع الآخرين ، وتجرم أي مبادرات في هذا الاتجاه . أنا لا أدعو إلى حشد الاحتفالات بهذه المناسبة أو أية مناسبة أخرى بخلاف العيدين ، ولكنني لا أجد غضاضة في إشاعة التهنئة والدعوة بالخير المديد في مثل هذه المناسبات . لماذا لا تصاحب هذه المناسبات أنشطة تعليمية وتربوية تؤرخ لها وتبرز موقعها الصحيح لدى المجتمع الإسلامي ، وتضعها في موقعها الصحيح كمناسبة سنوية بعيدا عن تلبيسها ثوب الدين . التاريخ الهجري مناسبة أجدها ملائمة لتجديد المعرفة والحديث عن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثرها في نشأة ومسيرة الدولة الإسلامية الأولى . أعلم أن هذا التاريخ ليس هو تاريخ الهجرة النبوية ، ولكنه يمثل بداية للعام الهجري ويحمل فرصة مناسبة لتعريف النشأ والطلاب في المدارس بهذا الحدث التاريخي . نحن نبالغ كثيرا في الخشية من تقديس المناسبات ، ونحرم أنفسنا بالتالي من أن نعيش مشاعر الفرح والزهو بمثل هذا الحدث الذي سجله التاريخ بداية لتقويم الدولة الإسلامية . قبل قليل حضرت اجتماعا مع أحد العملاء ، وبادرت أول ما التقيت به بالسلام وتقديم التهنئة متنميا له عودا حميدا بمناسبة عيد الأضحى والعام الهجري الجديد . الرجل بادرني بالاعتراض على مضمون هذه التهنئة ، وقال إنه لا يجوز الخلط بين هاتين المناسبتين استنادا إلى الفارق الشاسع بينهما . استغربت منه ردة الفعل هذه ، فأنا لم أفعل فعلا مشينا ، ولم أتجاوز حدود الأدب واللياقة بأن تمنيت له عاما مليئا بالخير والنجاح . مثل هذه المواقف هي التي توقع الفرقة بين الناس ، وتبتر كل سبل التواصل والتفاعل بينهم . ولأنني لا أؤمن بالانسياق وراء مثل هذه الفتاوى التي أجدها تنافي العقل والمنطق ، فإنني سأظل مبادرا في كل مناسبة بالدعوة للناس بالخير ، ولكل قراء هذه المدونة أقول ، كل عام وأنتم جميعا بخير .

هناك تعليقان (2):

  1. م/ياسر حجازي26 نوفمبر 2011 في 9:18 ص

    وكل عام وانتم بالف خير
    وكل عام وكل يوم وكل ساعة ارجوا الله ان تكون بمثابة عيد لنا جميعا

    ردحذف
  2. زياد بريجاوي26 نوفمبر 2011 في 10:01 م

    كل عام وأنتم بخير
    أوافقك الرأي بالكامل
    تحياتي لك

    ردحذف